{☼☼الرسول مربيا☼☼}
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
{☼☼الرسول مربيا☼☼}
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان والأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، وسيد ولد أدم أجمعين.. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.. نحن في حلقات مباركات مع الرسول صلى الله عليه وسلم والحياة عنوان هذه الحلقة
( الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا )
أرسل النبي عليه الصلاة والسلام.. سرية فيها أبى عبيدة عامر بن الجراح الصحابي الكبير، وكلف مجموعة من الصحابة أن يكونوا معه يساندوه، ويساعدوه، وهو من كبار الصحابة منهم جابر بن عبد الله أحد العشرة، وعمر بن الخطاب أحد العشرة، وغيرهم من كبار الصحابة، ومنهم كذلك قيس بن سعد بن عبادة زعيم الخزرج، وسيد الأنصار رضي الله عنه وأرضاه طلب منهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يذهبوا إلى منطقة تسمى سيف البحر منطقة بحرية، وسيجدوا القافلة من القوافل تم القافلة.. إما أن تذهب من مكة إلى الشام أو تعود من الشام إلى مكة، وهدف النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك.. الحصار الاقتصادي لقريش.. وهذه من خطتهن وطريقته صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أعداء الإسلام طريقة الجهادية البطولية عدة وسائل، وهنا رسالة إلى كل مسلم، ومسلمة يستغنوا عن المنتجات الغربية ما يسمى بالمقاطعة الاقتصادية اليوم، ويتقرب بذلك إلى الله، ويتبع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكونت هذه المجموعة منها 300 صحابين ونيف 300وشيء يسير أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يذهبوا إلى هذه المنطقة منطقة تسمى سيف البحر، وقال ستجدون قافلة قريش خذوا ما في هذه القافلة.. هذا تخطيط، واجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم سنجد طبعا في نهاية المعركة أو في نهاية هذه الرحلة أو في هذه السرية.. أنهم لم يجدوا القافلة فهذا أمر من اجتهادات النبي عليه الصلاة والسلام حتى لا يقول أحد أن هناك الوحي نزل عليه، وقال له خطط هذه الطريقة، وستجد هذا الأمر الوحي ما نزل الوحي عليه في هذه المسألة هو اجتهد عليه الصلاة والسلام، وكانت النتيجة أنه لا توجد قافلة.. لكن أمر النبي عليه الصلاة والسلام نفذه الصحابة مباشرة ذهب هؤلاء الثلاثمائة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وأرضاهم إلى منطقة سيف البحر.. العجيب في القصة أن الطعام، والشراب، والزاد الذي كان معهم هو عبارة عن جراب فيه مجموعة التمر هذا التمر يعني لا يكفي لأيام طويلة ففي البداية أبو عبيدة عامر بن الجراح كان يعطي كل صحابي قبضة بيأخذ قبضة، ويضعها في أيديهم يقول: هذا يكفيكم وجبة اليوم.. فقط ماء، وتمر الأسودان لا يوجد غيرهما، ويأخذ شيء يسير من القبضة، ويضعه في يد كل واحد منهم.. هم يتوقعون المسألة أيام وليالي فقط.. في اليوم الأول.. يعني كان يعطيهم قبضة، واستمرت عدة أيام لما وجد أن القافلة ما مرت عند سيف البحر.. قال أبو عبيدة سنقلل الكمية فسار يعطيهم ثلاثة تمرات كل يوم تمرة في الصباح، والمساء، وأخر الليل، واستمروا على هذا الحال أيام وليالي يذكرون الله، ويتعبدون لله جل جلاله، وينتظرون القافلة.. مرت الأيام والليالي قل التمر فقرر عبيدة عامر بن الجراح أنهم كل واحد منهم يأخذ تمرة واحدة في اليوم فقط.. تكفيه، وقال لهم: يا قوم لا تكفيكم إلا تمرة واحدة فاحرصوا عليها.. فكل واحد يأخذ ربعها.. يأخذ ثلثها.. يتحكم بهذه التمرة طوال اليوم مرت أيام، وليالي، والتمر بدأ يقل فقال: أبى عبيده كل ثلاثة على تمرة واحدة كل واحد ثلث, ثلث, ثلث حتى أن الأخير أفضل واحد، وأحسن واحد اللي له الثلث الأخير فكان يأخذ النواة، ويمصها، ويضعها في جيبه كل ما استيقظ في الصباح قبل أن تأتي التمرة يأخذ النواة، ويمصها جلسوا على هذا الحال أيضا أيام وليالي، وهم ينتظرون القافلة، والقافلة ما مرت، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك.. بعدئذ وجد الصحابة أن الطعام نفذ، ولا يوجد أي تمر عندهم.. فماذا يفعلون؟ بدءوا يفكرون.. يعني هم صحيح بشر، ويأتمرون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.. لكن لازم يفكروا، ولازم يخططوا في الحياة فوجدوا أن هناك شجر يسمى شجر الخبط.. شجر تأكله الحيوانات، والجمال.. لكن ما عندهم حيلة، وما عندهم سبيل فكان يأخذون بعصيهم، ويضربون الشجر حتى تسقط الورق، ويأكلونه.. لكنه ورق شديد، وثقيل، وقاسي حتى أن أشداقهم سار تنزل منها الدماء ما تتحملها الأفواه.. لكن ماذا يصنعون؟ سيجوعون، ويموتون.. عندهم أولويات بقوا على هذا الحال أيام وليالي إلى أن تعب الصحابة، وأنهكوا إنهاكا شديدا.. هذا الطعام ليس مفيدا.. اللهم إنه يسد الجوع.. فماذا يصنعون.. فبدأ قيس بن سعد بن عباده رضي الله جواد بن جواد.. أبوه كريم، ومعروف بين الصحابة الكرام.. فاستأذن أبى عبيده أن يذهب إلى قبيلة جهينة علما أن جهينة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبى عبيدة عامر الجراح أن هناك قبيلة من قبائل جهينة عصت.. فعليه أن يؤدبهم، وهناك قبائل مسالمة، وهكذا هو الإسلام في ناس بينا، وبينهم عداء، وفي ناس بينا وبينهم سلم.. في ناس نقربهم منا في ناس يعدون الآخرين، ويستغلونهم ضدنا.. كل ناس لهم حساب آخر.. فقيس بن سعد بن عباده ذكر أبى عبيده إن إحنا كمسلمين بينا طار بنّا وبين أقوام آخرين، وإن كانوا كافرين.. لكن بينا، وبينهم ترتيب معين بينا، وبينهم سياسات معينة.. قال: ما الأمر؟ قال: أذهب إليهم يعني أخذوا منهم جملا بالمقابل بمعنى أن أقول لهم سأشتري منكم جملا على أن أرده دينا لكم في مكة, في المدينة.. ذهب قيس بن سعد بن عبادة بإذن الأمير أبي عبيدة، وقال له كريم جواد قال: أريد أحد عشر جملا طبعا لما سمع بالخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما يستطيع والدك أن يوفي بالعهد.. فقال: يا أمير المؤمنين, يا عمر.. نحن الآن في وضع صعب, في وضع مأساوي جائعون لا نجد طعاما، ولا شرابا.. هل الآن وقت أن تقول ما وقت جواد أو أن والدي لم يعطي.. والدي يعطي الفقير، والمسكين، والجائع أتظن أن أبى ثابت.. هو والده يسمى أبا ثابت أتظن أن أبى ثابت لن يساعد المجاهدين، ويعين ولده فعمر بن الخطاب الورع الزاهد قال: يعني أنا أتحفظ على هذا الموقف، وأقول: لا تأخذ أي جمل من هذا الرجل الجهني؛ لأنه ربما والدك لا يعطيك المال، والدين لا يسد فلنبقى في جوعنا أفضل من أن والدك لم يسدد.. يعني شوفوا الله اكبر.. حالة عجيبة.. حالة جوع، وتعب، وهم في لحظة ضرورة، وحاجة، ومع ذلك أين يفكر أمير المؤمنين عمر؟ عمر الآن يفكر ربما والده لا يستطيع أن يؤدي الدين، ويقول حقوق الناس أولى من حقنا نحن.. الناس اليوم للأسف الشديد يستلفون من أصحابهم بالآلاف المؤلفة، وتمر الشهور تلو الشهور، وأصحابهم يقولون: يعني أعطينا الدين رجع لنا الدين والله أن بعضهم أسمعه يقول: فلان ترى وضعه الاجتماعي طيب ما شاء الله عنده سيارة جديدة، وعنده بيت مناسب، وعنده مشاريع.. طيب ما يحتاج إن إحنا نردله الدين، ونسوا أن هذه عقوبة من الله عز وجل لهم؛ لأن الواجب الشرعي أن نعيد المال لهم، وعمر بن الخطاب في لحظة مجاعة يفكر في حق ذلك الرجل، ولا يفكر في نفسه، ولا في الثلاثمائة الذين هم معه، وهم في لحظة ضرورة فيا أيها الناس أعيدوا الأموال إلى أصحابها.. أعيدوا الديون إلى أصاحبها.. عجلوا، والنبي صلى الله عليه وسلم أحيانا لم يصلي على بعض الصحابة الكرام؛ لأنهم كانوا مديونين طبعا اجتهد قيس بن سعد بن عبادة، وأتى بأحد عشر جملا إلى الصحابة فرحوا.. يعني الحمد لله { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} وهذه هي السياسات الشرعية لهم علاقات، ولهم تصرفات.. يعني ما كل شيء توكلوا على الله، وستنزل الأرزاق من السماء لا فكروا، وخططوا، ورتبوا، وسيفتح الله عز وجل الباب لكم في اليوم الأول ذبح قيس ثلاثة جمال لثلاثمائة صحابي، في اليوم الثاني ذبح لهم ثلاثة جمال، في اليوم الثالث ثلاثة جمال حين إذا قال أبى عبيدة.. يعني أمرك أن تترك هذا الجمل.. قال: إن والدي سيدفع.. قال: لا.. نخشى على والدك ممكن تجيه ظروف, ممكن تجيه نحن حريصون عليه.. يعني أنت حريص.. نحن أحرص منك.. فنناشدك الله لو رددت هذان الجملان، وألا تذبحهما أبدا.. إذن ما الأمر؟ الأمر أن يعودا مرة أخرى إلى ورق الشجر الخبط فمرة أخرى يخبطون بعصيهم حتى سميت سرية الخبط إلى ورق الشجر.. حتى سالت الدماء مرة أخرى، وبقوا على هذا الحال ينتظرون فرج الله، وأمره بينما هم في يوم من الأيام لاحظوا البرنامج الإيماني صلوا صلاة الفجر، وجلسوا يذكرون الله تعالى إلى الإشراق هؤلاء الناس متعبين الجو البيئي غير مناسب لا هناك فراش وفير، ولا هناك، ولا هناك أجواء مناسبة تعب، وبذل، وناس تأكل ورق الشجر، وتتغصى بالماء، ومع ذلك يجلسوا من بعد الفجر إلى الإشراق هذا زادهم الإيماني الذي يقويهم على طاعة الله سبحانه وتعالى فجلسوا إلى الإشراق يذكرون الله تبارك وتعالى حتى حدث لهم أمر غريب غير الحادثة كلها.. فيا ترى ما هو هذا الأمر الغريب؟ نكلمه إن شاء الله بعد هذا الفاصل ثم نكمل بإذن الله تعالى
فاصـــــــــــــــــــل
...................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم.. نواصل حديثنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا هذه التربية التي سنشاهد أثارها في هذه السرية التي نتحدث عنها، وهي سرية سف البحر التي كانت بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، ومعه كبار الصحابة عمر بن الخطاب، جابر بن عبد الله، قيس بن سعد بن عباده رئيس الخزرج، وزعيمهم، ومن كبار الأنصار رضي الله عنه، وأرضاه.. الصحابة الكرام هم الآن عند سيف البحر الماء أمام أعينهم في حالة صعبة؛ لأنهم كانوا يأكلون ورق الشجر بعد ذلك، ولاحظ أحد الصحابة الكرام رضي الله عنهم أن هناك شيء مثل الجبل جبل يتحرك داخل الماء.. فأخذوا يراقبون هم جالسون بعد صلاة الفجر إلى الإشراق، وبين هم يذكرون، ويتأملون إذ بهذا الشيء مثل الجبل يتحرك في البحر حتى وصل عند الشاطئ.. فلما وصل عند الشاطئ قال: أحدهم إنه الحوت حوت العنبر.. فتوجهت أنظار الصحابة كلهم إلى الشاطئ، وإذا به حوت العنبر حوت ضخم، وكبير جداً جدا حتى نعرف ضخامة هذا الحوت، ومكانته، وضخامته كان أحد الصحابة رضي الله عنهم قد اقترح عليهم أن يتسلون في لحظات حزن، ولحظات مأساة فغرفوا ما بداخل العين الذي بداخلها وجلس ثلاثة عشر صحابيا في الداخل في هذه المنطقة ثلاثة عشر صحابي يجلس في الداخل يدلك على عمق، وضخامة هذا الحوت وأخذوا ضلع من أضلاع هذا الحوت أخرجوه من الحوت.. فقال سعد بن قيس بن سعد عبادة أنا عندي طريقة.. يعني تسلية فأخذ جمل، ووضع فوقه راحلة، ووقف هو فوق الراحلة، ورفع رأسه، ومر من خلال هذا القوس قوس واحد من أقواس الحوت أحضر جمل، وفوقه راحلة، ورفع رأسه، ومع ذلك استطاع أن يمر من خلال قوس من أقواس هذا الحوت ليبين يعني يظهر لنا مكانة هذا الحوت، وضخامته طيب ما الأمر؟ نحتاج إلى أن نأكل، وهذه منه من الله سبحانه وتعالى جاءت إلينا ثلاثمائة كلهم فرحوا بهذا الأمر.. لكن بعض الصحابة بدءوا الآن يختلفون هل هذا الحوت الذي جاء إلى شاطئ البحر هو ميتة، ولاّ هو مما يحل أكله لأنه من البحر اختلفوا، وخرجوا إلى شاطئ البحر ميتة.. لكن هو يعرفون حكم ما تصيده من الداخل.. لكن أن يصل إلى شاطئ البحر ميتة اختلفوا فيما بينهم فبعضهم يقول الحل، وبعضهم يقول: أنه حرام.. ما الأمر؟ فبعضهم كان يقول يعني بالإمكان نحن الحمد لله جائعين الآن، وخلاص هناك فتوى شرعية خلينا نأكل اضطرار قوم آخرون قالوا: لا نعود مرة أخرى إلى أكل ورق شجر الخبط.. جلسوا على هذه الفترة مختلفين فيما بينهم اجتمع بهم أبى عبيدة مع كبار الصحابة، وأخذوا يتأملون في هذه المسائلة طائفة تقول الجواز، وطائفة تقول المنع رتب أمره رضي الله عنه وأرضاه فقرر بالجواز إلى أن الحالة إن لم تكن مباحة فعلى أقل تقدير أنها ضرورة شرعية، والضرورات تبيح المحظورات، فقال: نحن الآن في حالة ضرورة مجاهدين يكاد الألم يعتصرنا من كل مكان تباح لكم الضرورة بقدرها، وأن هذا من أمر الله سبحانه وتعالى { إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} هناك نص شرعي فإذا كان منعنا من الأكل نص شرعي إباحة الأكل نص شرعي، وهذا من توازنه وفقه رضي الله عنه وأرضاه طبعا الصحابة اختلفوا، ولكن في الأخير مرة ثانية المسائل الخلافية الكبرى نأخذ برأي الأكثرية، ورأي القائد، وإن كنا نحن نرى خلاف ذلك؛ لأن بعض الصحابة ممكن يأكل من ورق الشجر فأمرهم أبى عبيدة أن ينزلوا على الرأي انظروا إلى فقه الخلاف عند الصحابة دائما ما نعيد هذه العبارة في لحظات الاتفاق، والاجتماع يحسن أن نكون على رأي واحد، وإن كنا نرى عكس رأي الأكثرية لطالما أن هذا فيه مصلحة أكثر، ونحن مؤمنين بقوة الصحابة مؤمنين بالعلماء، وبأهل الفضل، والمشيخة؛ لأنهم فاهمين بقضايا الأمة فأكل الصحابة الكرام شهرا كاملا.. بعد ذلك ما مرت القافلة فوجدوا أن الأمر انتهى القرار.. نذهب لملاقاة القافلة.. لم تأتي القافلة، ومرت الفترة الزمنية، وأطول منها.. فقرر أبو عبيدة أن يرجعوا من لحم هذا الحوت.. أخذوه معهم.. عندهم فقه الأحياء بحيث أنه ما يفسد عليهم في الطريق لما وصلوا إلى المدينة المنورة.. استقبلهم الرسول صلى الله عليه
وسلم.. أيما استقبال، وبشر برؤيتهم، وبما صنعوا.. فقال لهم عليه الصلاة والسلام ما فعلتم؟ قالوا: يا رسول الله فعلنا كذا، وكذا، واجتهدنا في المسألة.. فوجدنا نحن في لحظة اضطرار ناس تقول: بالجواز، وناس تقول: بالمنع.. ثم نحن.. يعني اجتهد أميرنا فقال: نحن في اضطرار.. فأكلنا من هذا اللحم.. فقال عليه الصلاة والسلام وهل معكم منه شيء؟ قالوا: نعم.. أوقاش منه أجزاء.. فأكل منه صلى الله عليه وسلم ففهم الحكم الفقهي أن ميتة البحر جائزة حتى لو كانت في الشاطئ.. حتى ولم يصطادها الإنسان، ووجدها في حينئذ جائزة للإنسان الحل.. سواء كان في داخل البحر أو كان هو حل في خارج البحر ميتة هنا أو ميتة هنا كله مقبول.. فرح الصحابة الكرام بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومشاركته لهم المشاركة الوجدانية، والعملية، وأثنى على فعلهم عليه الصلاة والسلام.. ثم سأل عما صنع قيس بن سعد بن عبادة، ووجد والده معه فقال: ما صنعت يا قيس؟ فحدثه بالقصة أنني ذهبت إلى قبيلة جهينة جزء منها مسالم، وحدثتهم بالخبر.. فالرجل ساعدني، وأعطاني الأحد عشر جملا، وقلت أنك سترد عليه المال.. ففرح والده أيما فرح، وأدرك أنه ربى ولده على معنى الاجتهاد، ومعنى الجود والكرم، والتضحية.. فأعطاه أربع بساتين قال: هذه البساتين كلها لك؛ لأنك كنت جوادا كريما معطاء مخططا.. يعني استفدت من عقلك، وعلاقاتك، وفي الوقت نفسه نصرت المجاهدين، وأطعمتهم.. فأعطاه أربع بساتين هدية.. ثم جاء ذلك الرجل الجهني ليأخذ ماله فأعطاه سعد بن عبادة سيد الخزرج رضي الله عنه فلما رأى المنظر.. الرسول صلى الله عليه وسلم نظر في قيس فقال: إنه جواد بن جواد رضي الله عنهما، وأرضاهما هكذا كان صاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية النبي عليه الصلاة والسلام لهم.. في مثل هذه السرية.. سرية سيف البحر.. هناك تعليقات مهمة، ولكن أبدأ بإخواني في على اليمين.. الأخ عصام.. ثم الأخ عبد العليم..
تفضل أخ عصام.
عصام: بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. أنا بذكر ثلاث نقاط.. الآن يعني أنا أشوف.. الآن بعض الحركات الإسلامية المباركة.. يعني بذلك حركة حماس.. يعني رأينا قبل فترة معينة، وقريبة جدا كيف استطاعوا، وها الحركة، وهم منزوعين من السلاح.. يعني، ومن أشياء كثيرة جدا من أدوات الحروب.. كيف استطاعوا يعني كيف يحفروا نفقا، ويمتد إلى أمتار كثيرة جدا.. يعني وأسروا أحد الجنود.. يعني وهذه ما جاءت من فراغ صراحة هذه جاءت من التربية الجهادية المتواصلة.. يعني على عدم الأكل، والصبر، والمشقة، والاحتمال، والتفكير، والإبداع حتى في الجهاد أذكر نقطة ثانية هذه الدول الإسلامية، والحكام العرب المسلمون أن يربوا مثل هذا الجيل المخترع المبتكر الذي يقدروا أن يستفيدوا منه.. يعني في صنع السلاح في صنع عدة أشياء لتقوية البلاد، وأذكر كمان نقطة أنه على المسلمين أن لا يفكروا دائما في قضية الموت، والجهاد.. بل أيضا يفكروا في موضوع استثماري قوي يساعد المسلمين حتى لو أي شخص يقدر يستفيد من المشروع خلال عشر سنوات، ويفكر في مشروع مدته خمس سنوات.. لكي يستفيد منه العالم الإسلامي.. يعني ويعني أذكر كما مثل ما ذكر فضيلة الدكتور التربية الجهادية علينا أن نربي أنفسنا على ذلك، ويسأل سائل لماذا أربي نفسي على الجهاد، وعلى الصبر، وعلى المشقة، وقد يكون هو من الذين أنعم الله عليهم لا نعرف في هذا الزمن متى ينادي المنادي للجهاد فيكون هو بذلك مستعدا للجهاد، وجزاكم الله ألف خير.
المقدم: أحسن الله إليك.. تفضل عبد العليم.
عبد العليم: بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين نذكر نقطتين فقط..
الأولى: الصبر.
والنقطة الثانية: البطولة كان النبي صلى الله عليه وسلم كيف يربي الصحابي على الصبر التمر واحد من الثلاثة هذا هو الصبر، ونحن يعني نرى في القرآن كما هو الصحابي رضوان الله عليهم أجمعين { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} هم الذين كما يرون في آيات الله تعالى.. والنقطة الثانية البطولة
نحن سمعنا الدكتور على عميري البطولة كيف؟ البطولة من حول أربعة ألاف اثنين يكفيهم هذه هي البطولة، وما بالنا في حالنا هذا الزمان نحن يعني نخاف ضد الكافرين, ضد المسلمين، والمشركون والله سبحانه وتعالى يقول: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ونحن نسينا هذه الآية وجزاكم الله خيرا.
المقدم: رأينا كيف منهج النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه السرية.. الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا التربية الإيمانية قوم مستضعفون فيهم ألم، وفيهم مشقة، وفيهم يعني أتعاب كثيرة جدا، ومع ذلك يحافظون على الصلاة، ويجلسون بعد صلاة الفجر يذكرون الله تبارك وتعالى إلى الإشراق.. قوم يستجيبون لأمر الله، ورسوله.. بمجرد أن نادهم ذاهبون لملاقاة هذه القافلة على طول مباشرة استجابة محمد بن مسلمة، وغيره من الصحابة عبد الله بن جحش خذوا هذه الورقة، واقرؤوها بعد ليلتين لا يعرفون ما الموجود لا يعرفون إلى أين المسير؟ كل هذا استجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وسلم.. التربية البطولية يتحملون الصبر يتحملون المشاق.. التربية الأسرية كيف ربى سعد بن عباده ولده على الإنفاق في سبيل الله على الجود، وأثنى النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر جواد بن جواد رضي الله تعالى عنهما، وأرضهما التربية العلاقات الاجتماعية كيف أن قيس بن سعد استفاد من العلاقات، وله صحبه مع رجل جهني، وأدرك أن لوالده علاقة تجارية معه.. فاستطاع أن يتكلم معه قال له الرجل الجهني من أنت؟ قال له: أنا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم.. يعني أن من قرية تعرفها فحين إذا أثرت هذه الكلمات في الرجل الجهني، وأعطاه مباشرة فقه العلاقات لها كبير جدا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته.. ترى عندنا أعداء، وعندنا أناس مسالمين نفس جهينة هذه أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يؤدب بعضهم أبي عبيدة عامر بن الجراح، وأيضا يسالم بعضهم الذين استفاد منهم قيس رضي الله عنه، وأرضاه، ورأينا كيف التربية.. النفوس كيف أن أبى عبيدة قاد جيشا فيه عمر بن الخطاب، وقاد جيشا فيه جابر بن عبد الله، وثلاثمائة صحابي هو ربما أدنى منهم منزلة، وعمر بن الخطاب أعلى منه، ولكن دائما في خدمة الدين، وفي خدمة الإسلام لا يوجد كبير، ولا يوجد صغير كلنا خدم لدين الله.. كلنا فداء لدين الله، وكلنا يبذل جده، ووقته.
وختاما هؤلاء الناس قل طعامهم.. لكن القضية ليست بقلة الطعام، ليست قضية البطولة، والنصرة، والإسلام بالمباهج، وبالفتن.. إنما القضية بما عند الإنسان من إيمان تمرة واحدة كفتهم أن يعشوا يومهم كله؛ لأن القلوب إذا توصلت بالله سبحانه وتعالى كان هذا هو غذائها الحقيقي.. هذه هي اللغة التي فهمها الصحابة، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطينا منهج عمليا في تربيته عليه الصلاة والسلام.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه، ويرضاه، وأن يجعلنا من المستفيدين من هذه المدرسة النبوية.. متأسين بسنته، وصحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم، وأرضاهم، وإلى حلقة أخرى إن شاء الله..استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع كامل تحياتي
master13
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.. نحن في حلقات مباركات مع الرسول صلى الله عليه وسلم والحياة عنوان هذه الحلقة
( الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا )
أرسل النبي عليه الصلاة والسلام.. سرية فيها أبى عبيدة عامر بن الجراح الصحابي الكبير، وكلف مجموعة من الصحابة أن يكونوا معه يساندوه، ويساعدوه، وهو من كبار الصحابة منهم جابر بن عبد الله أحد العشرة، وعمر بن الخطاب أحد العشرة، وغيرهم من كبار الصحابة، ومنهم كذلك قيس بن سعد بن عبادة زعيم الخزرج، وسيد الأنصار رضي الله عنه وأرضاه طلب منهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يذهبوا إلى منطقة تسمى سيف البحر منطقة بحرية، وسيجدوا القافلة من القوافل تم القافلة.. إما أن تذهب من مكة إلى الشام أو تعود من الشام إلى مكة، وهدف النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك.. الحصار الاقتصادي لقريش.. وهذه من خطتهن وطريقته صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أعداء الإسلام طريقة الجهادية البطولية عدة وسائل، وهنا رسالة إلى كل مسلم، ومسلمة يستغنوا عن المنتجات الغربية ما يسمى بالمقاطعة الاقتصادية اليوم، ويتقرب بذلك إلى الله، ويتبع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكونت هذه المجموعة منها 300 صحابين ونيف 300وشيء يسير أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يذهبوا إلى هذه المنطقة منطقة تسمى سيف البحر، وقال ستجدون قافلة قريش خذوا ما في هذه القافلة.. هذا تخطيط، واجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم سنجد طبعا في نهاية المعركة أو في نهاية هذه الرحلة أو في هذه السرية.. أنهم لم يجدوا القافلة فهذا أمر من اجتهادات النبي عليه الصلاة والسلام حتى لا يقول أحد أن هناك الوحي نزل عليه، وقال له خطط هذه الطريقة، وستجد هذا الأمر الوحي ما نزل الوحي عليه في هذه المسألة هو اجتهد عليه الصلاة والسلام، وكانت النتيجة أنه لا توجد قافلة.. لكن أمر النبي عليه الصلاة والسلام نفذه الصحابة مباشرة ذهب هؤلاء الثلاثمائة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وأرضاهم إلى منطقة سيف البحر.. العجيب في القصة أن الطعام، والشراب، والزاد الذي كان معهم هو عبارة عن جراب فيه مجموعة التمر هذا التمر يعني لا يكفي لأيام طويلة ففي البداية أبو عبيدة عامر بن الجراح كان يعطي كل صحابي قبضة بيأخذ قبضة، ويضعها في أيديهم يقول: هذا يكفيكم وجبة اليوم.. فقط ماء، وتمر الأسودان لا يوجد غيرهما، ويأخذ شيء يسير من القبضة، ويضعه في يد كل واحد منهم.. هم يتوقعون المسألة أيام وليالي فقط.. في اليوم الأول.. يعني كان يعطيهم قبضة، واستمرت عدة أيام لما وجد أن القافلة ما مرت عند سيف البحر.. قال أبو عبيدة سنقلل الكمية فسار يعطيهم ثلاثة تمرات كل يوم تمرة في الصباح، والمساء، وأخر الليل، واستمروا على هذا الحال أيام وليالي يذكرون الله، ويتعبدون لله جل جلاله، وينتظرون القافلة.. مرت الأيام والليالي قل التمر فقرر عبيدة عامر بن الجراح أنهم كل واحد منهم يأخذ تمرة واحدة في اليوم فقط.. تكفيه، وقال لهم: يا قوم لا تكفيكم إلا تمرة واحدة فاحرصوا عليها.. فكل واحد يأخذ ربعها.. يأخذ ثلثها.. يتحكم بهذه التمرة طوال اليوم مرت أيام، وليالي، والتمر بدأ يقل فقال: أبى عبيده كل ثلاثة على تمرة واحدة كل واحد ثلث, ثلث, ثلث حتى أن الأخير أفضل واحد، وأحسن واحد اللي له الثلث الأخير فكان يأخذ النواة، ويمصها، ويضعها في جيبه كل ما استيقظ في الصباح قبل أن تأتي التمرة يأخذ النواة، ويمصها جلسوا على هذا الحال أيضا أيام وليالي، وهم ينتظرون القافلة، والقافلة ما مرت، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك.. بعدئذ وجد الصحابة أن الطعام نفذ، ولا يوجد أي تمر عندهم.. فماذا يفعلون؟ بدءوا يفكرون.. يعني هم صحيح بشر، ويأتمرون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.. لكن لازم يفكروا، ولازم يخططوا في الحياة فوجدوا أن هناك شجر يسمى شجر الخبط.. شجر تأكله الحيوانات، والجمال.. لكن ما عندهم حيلة، وما عندهم سبيل فكان يأخذون بعصيهم، ويضربون الشجر حتى تسقط الورق، ويأكلونه.. لكنه ورق شديد، وثقيل، وقاسي حتى أن أشداقهم سار تنزل منها الدماء ما تتحملها الأفواه.. لكن ماذا يصنعون؟ سيجوعون، ويموتون.. عندهم أولويات بقوا على هذا الحال أيام وليالي إلى أن تعب الصحابة، وأنهكوا إنهاكا شديدا.. هذا الطعام ليس مفيدا.. اللهم إنه يسد الجوع.. فماذا يصنعون.. فبدأ قيس بن سعد بن عباده رضي الله جواد بن جواد.. أبوه كريم، ومعروف بين الصحابة الكرام.. فاستأذن أبى عبيده أن يذهب إلى قبيلة جهينة علما أن جهينة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبى عبيدة عامر الجراح أن هناك قبيلة من قبائل جهينة عصت.. فعليه أن يؤدبهم، وهناك قبائل مسالمة، وهكذا هو الإسلام في ناس بينا، وبينهم عداء، وفي ناس بينا وبينهم سلم.. في ناس نقربهم منا في ناس يعدون الآخرين، ويستغلونهم ضدنا.. كل ناس لهم حساب آخر.. فقيس بن سعد بن عباده ذكر أبى عبيده إن إحنا كمسلمين بينا طار بنّا وبين أقوام آخرين، وإن كانوا كافرين.. لكن بينا، وبينهم ترتيب معين بينا، وبينهم سياسات معينة.. قال: ما الأمر؟ قال: أذهب إليهم يعني أخذوا منهم جملا بالمقابل بمعنى أن أقول لهم سأشتري منكم جملا على أن أرده دينا لكم في مكة, في المدينة.. ذهب قيس بن سعد بن عبادة بإذن الأمير أبي عبيدة، وقال له كريم جواد قال: أريد أحد عشر جملا طبعا لما سمع بالخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما يستطيع والدك أن يوفي بالعهد.. فقال: يا أمير المؤمنين, يا عمر.. نحن الآن في وضع صعب, في وضع مأساوي جائعون لا نجد طعاما، ولا شرابا.. هل الآن وقت أن تقول ما وقت جواد أو أن والدي لم يعطي.. والدي يعطي الفقير، والمسكين، والجائع أتظن أن أبى ثابت.. هو والده يسمى أبا ثابت أتظن أن أبى ثابت لن يساعد المجاهدين، ويعين ولده فعمر بن الخطاب الورع الزاهد قال: يعني أنا أتحفظ على هذا الموقف، وأقول: لا تأخذ أي جمل من هذا الرجل الجهني؛ لأنه ربما والدك لا يعطيك المال، والدين لا يسد فلنبقى في جوعنا أفضل من أن والدك لم يسدد.. يعني شوفوا الله اكبر.. حالة عجيبة.. حالة جوع، وتعب، وهم في لحظة ضرورة، وحاجة، ومع ذلك أين يفكر أمير المؤمنين عمر؟ عمر الآن يفكر ربما والده لا يستطيع أن يؤدي الدين، ويقول حقوق الناس أولى من حقنا نحن.. الناس اليوم للأسف الشديد يستلفون من أصحابهم بالآلاف المؤلفة، وتمر الشهور تلو الشهور، وأصحابهم يقولون: يعني أعطينا الدين رجع لنا الدين والله أن بعضهم أسمعه يقول: فلان ترى وضعه الاجتماعي طيب ما شاء الله عنده سيارة جديدة، وعنده بيت مناسب، وعنده مشاريع.. طيب ما يحتاج إن إحنا نردله الدين، ونسوا أن هذه عقوبة من الله عز وجل لهم؛ لأن الواجب الشرعي أن نعيد المال لهم، وعمر بن الخطاب في لحظة مجاعة يفكر في حق ذلك الرجل، ولا يفكر في نفسه، ولا في الثلاثمائة الذين هم معه، وهم في لحظة ضرورة فيا أيها الناس أعيدوا الأموال إلى أصحابها.. أعيدوا الديون إلى أصاحبها.. عجلوا، والنبي صلى الله عليه وسلم أحيانا لم يصلي على بعض الصحابة الكرام؛ لأنهم كانوا مديونين طبعا اجتهد قيس بن سعد بن عبادة، وأتى بأحد عشر جملا إلى الصحابة فرحوا.. يعني الحمد لله { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} وهذه هي السياسات الشرعية لهم علاقات، ولهم تصرفات.. يعني ما كل شيء توكلوا على الله، وستنزل الأرزاق من السماء لا فكروا، وخططوا، ورتبوا، وسيفتح الله عز وجل الباب لكم في اليوم الأول ذبح قيس ثلاثة جمال لثلاثمائة صحابي، في اليوم الثاني ذبح لهم ثلاثة جمال، في اليوم الثالث ثلاثة جمال حين إذا قال أبى عبيدة.. يعني أمرك أن تترك هذا الجمل.. قال: إن والدي سيدفع.. قال: لا.. نخشى على والدك ممكن تجيه ظروف, ممكن تجيه نحن حريصون عليه.. يعني أنت حريص.. نحن أحرص منك.. فنناشدك الله لو رددت هذان الجملان، وألا تذبحهما أبدا.. إذن ما الأمر؟ الأمر أن يعودا مرة أخرى إلى ورق الشجر الخبط فمرة أخرى يخبطون بعصيهم حتى سميت سرية الخبط إلى ورق الشجر.. حتى سالت الدماء مرة أخرى، وبقوا على هذا الحال ينتظرون فرج الله، وأمره بينما هم في يوم من الأيام لاحظوا البرنامج الإيماني صلوا صلاة الفجر، وجلسوا يذكرون الله تعالى إلى الإشراق هؤلاء الناس متعبين الجو البيئي غير مناسب لا هناك فراش وفير، ولا هناك، ولا هناك أجواء مناسبة تعب، وبذل، وناس تأكل ورق الشجر، وتتغصى بالماء، ومع ذلك يجلسوا من بعد الفجر إلى الإشراق هذا زادهم الإيماني الذي يقويهم على طاعة الله سبحانه وتعالى فجلسوا إلى الإشراق يذكرون الله تبارك وتعالى حتى حدث لهم أمر غريب غير الحادثة كلها.. فيا ترى ما هو هذا الأمر الغريب؟ نكلمه إن شاء الله بعد هذا الفاصل ثم نكمل بإذن الله تعالى
فاصـــــــــــــــــــل
...................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم.. نواصل حديثنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا هذه التربية التي سنشاهد أثارها في هذه السرية التي نتحدث عنها، وهي سرية سف البحر التي كانت بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، ومعه كبار الصحابة عمر بن الخطاب، جابر بن عبد الله، قيس بن سعد بن عباده رئيس الخزرج، وزعيمهم، ومن كبار الأنصار رضي الله عنه، وأرضاه.. الصحابة الكرام هم الآن عند سيف البحر الماء أمام أعينهم في حالة صعبة؛ لأنهم كانوا يأكلون ورق الشجر بعد ذلك، ولاحظ أحد الصحابة الكرام رضي الله عنهم أن هناك شيء مثل الجبل جبل يتحرك داخل الماء.. فأخذوا يراقبون هم جالسون بعد صلاة الفجر إلى الإشراق، وبين هم يذكرون، ويتأملون إذ بهذا الشيء مثل الجبل يتحرك في البحر حتى وصل عند الشاطئ.. فلما وصل عند الشاطئ قال: أحدهم إنه الحوت حوت العنبر.. فتوجهت أنظار الصحابة كلهم إلى الشاطئ، وإذا به حوت العنبر حوت ضخم، وكبير جداً جدا حتى نعرف ضخامة هذا الحوت، ومكانته، وضخامته كان أحد الصحابة رضي الله عنهم قد اقترح عليهم أن يتسلون في لحظات حزن، ولحظات مأساة فغرفوا ما بداخل العين الذي بداخلها وجلس ثلاثة عشر صحابيا في الداخل في هذه المنطقة ثلاثة عشر صحابي يجلس في الداخل يدلك على عمق، وضخامة هذا الحوت وأخذوا ضلع من أضلاع هذا الحوت أخرجوه من الحوت.. فقال سعد بن قيس بن سعد عبادة أنا عندي طريقة.. يعني تسلية فأخذ جمل، ووضع فوقه راحلة، ووقف هو فوق الراحلة، ورفع رأسه، ومر من خلال هذا القوس قوس واحد من أقواس الحوت أحضر جمل، وفوقه راحلة، ورفع رأسه، ومع ذلك استطاع أن يمر من خلال قوس من أقواس هذا الحوت ليبين يعني يظهر لنا مكانة هذا الحوت، وضخامته طيب ما الأمر؟ نحتاج إلى أن نأكل، وهذه منه من الله سبحانه وتعالى جاءت إلينا ثلاثمائة كلهم فرحوا بهذا الأمر.. لكن بعض الصحابة بدءوا الآن يختلفون هل هذا الحوت الذي جاء إلى شاطئ البحر هو ميتة، ولاّ هو مما يحل أكله لأنه من البحر اختلفوا، وخرجوا إلى شاطئ البحر ميتة.. لكن هو يعرفون حكم ما تصيده من الداخل.. لكن أن يصل إلى شاطئ البحر ميتة اختلفوا فيما بينهم فبعضهم يقول الحل، وبعضهم يقول: أنه حرام.. ما الأمر؟ فبعضهم كان يقول يعني بالإمكان نحن الحمد لله جائعين الآن، وخلاص هناك فتوى شرعية خلينا نأكل اضطرار قوم آخرون قالوا: لا نعود مرة أخرى إلى أكل ورق شجر الخبط.. جلسوا على هذه الفترة مختلفين فيما بينهم اجتمع بهم أبى عبيدة مع كبار الصحابة، وأخذوا يتأملون في هذه المسائلة طائفة تقول الجواز، وطائفة تقول المنع رتب أمره رضي الله عنه وأرضاه فقرر بالجواز إلى أن الحالة إن لم تكن مباحة فعلى أقل تقدير أنها ضرورة شرعية، والضرورات تبيح المحظورات، فقال: نحن الآن في حالة ضرورة مجاهدين يكاد الألم يعتصرنا من كل مكان تباح لكم الضرورة بقدرها، وأن هذا من أمر الله سبحانه وتعالى { إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} هناك نص شرعي فإذا كان منعنا من الأكل نص شرعي إباحة الأكل نص شرعي، وهذا من توازنه وفقه رضي الله عنه وأرضاه طبعا الصحابة اختلفوا، ولكن في الأخير مرة ثانية المسائل الخلافية الكبرى نأخذ برأي الأكثرية، ورأي القائد، وإن كنا نحن نرى خلاف ذلك؛ لأن بعض الصحابة ممكن يأكل من ورق الشجر فأمرهم أبى عبيدة أن ينزلوا على الرأي انظروا إلى فقه الخلاف عند الصحابة دائما ما نعيد هذه العبارة في لحظات الاتفاق، والاجتماع يحسن أن نكون على رأي واحد، وإن كنا نرى عكس رأي الأكثرية لطالما أن هذا فيه مصلحة أكثر، ونحن مؤمنين بقوة الصحابة مؤمنين بالعلماء، وبأهل الفضل، والمشيخة؛ لأنهم فاهمين بقضايا الأمة فأكل الصحابة الكرام شهرا كاملا.. بعد ذلك ما مرت القافلة فوجدوا أن الأمر انتهى القرار.. نذهب لملاقاة القافلة.. لم تأتي القافلة، ومرت الفترة الزمنية، وأطول منها.. فقرر أبو عبيدة أن يرجعوا من لحم هذا الحوت.. أخذوه معهم.. عندهم فقه الأحياء بحيث أنه ما يفسد عليهم في الطريق لما وصلوا إلى المدينة المنورة.. استقبلهم الرسول صلى الله عليه
وسلم.. أيما استقبال، وبشر برؤيتهم، وبما صنعوا.. فقال لهم عليه الصلاة والسلام ما فعلتم؟ قالوا: يا رسول الله فعلنا كذا، وكذا، واجتهدنا في المسألة.. فوجدنا نحن في لحظة اضطرار ناس تقول: بالجواز، وناس تقول: بالمنع.. ثم نحن.. يعني اجتهد أميرنا فقال: نحن في اضطرار.. فأكلنا من هذا اللحم.. فقال عليه الصلاة والسلام وهل معكم منه شيء؟ قالوا: نعم.. أوقاش منه أجزاء.. فأكل منه صلى الله عليه وسلم ففهم الحكم الفقهي أن ميتة البحر جائزة حتى لو كانت في الشاطئ.. حتى ولم يصطادها الإنسان، ووجدها في حينئذ جائزة للإنسان الحل.. سواء كان في داخل البحر أو كان هو حل في خارج البحر ميتة هنا أو ميتة هنا كله مقبول.. فرح الصحابة الكرام بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومشاركته لهم المشاركة الوجدانية، والعملية، وأثنى على فعلهم عليه الصلاة والسلام.. ثم سأل عما صنع قيس بن سعد بن عبادة، ووجد والده معه فقال: ما صنعت يا قيس؟ فحدثه بالقصة أنني ذهبت إلى قبيلة جهينة جزء منها مسالم، وحدثتهم بالخبر.. فالرجل ساعدني، وأعطاني الأحد عشر جملا، وقلت أنك سترد عليه المال.. ففرح والده أيما فرح، وأدرك أنه ربى ولده على معنى الاجتهاد، ومعنى الجود والكرم، والتضحية.. فأعطاه أربع بساتين قال: هذه البساتين كلها لك؛ لأنك كنت جوادا كريما معطاء مخططا.. يعني استفدت من عقلك، وعلاقاتك، وفي الوقت نفسه نصرت المجاهدين، وأطعمتهم.. فأعطاه أربع بساتين هدية.. ثم جاء ذلك الرجل الجهني ليأخذ ماله فأعطاه سعد بن عبادة سيد الخزرج رضي الله عنه فلما رأى المنظر.. الرسول صلى الله عليه وسلم نظر في قيس فقال: إنه جواد بن جواد رضي الله عنهما، وأرضاهما هكذا كان صاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية النبي عليه الصلاة والسلام لهم.. في مثل هذه السرية.. سرية سيف البحر.. هناك تعليقات مهمة، ولكن أبدأ بإخواني في على اليمين.. الأخ عصام.. ثم الأخ عبد العليم..
تفضل أخ عصام.
عصام: بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. أنا بذكر ثلاث نقاط.. الآن يعني أنا أشوف.. الآن بعض الحركات الإسلامية المباركة.. يعني بذلك حركة حماس.. يعني رأينا قبل فترة معينة، وقريبة جدا كيف استطاعوا، وها الحركة، وهم منزوعين من السلاح.. يعني، ومن أشياء كثيرة جدا من أدوات الحروب.. كيف استطاعوا يعني كيف يحفروا نفقا، ويمتد إلى أمتار كثيرة جدا.. يعني وأسروا أحد الجنود.. يعني وهذه ما جاءت من فراغ صراحة هذه جاءت من التربية الجهادية المتواصلة.. يعني على عدم الأكل، والصبر، والمشقة، والاحتمال، والتفكير، والإبداع حتى في الجهاد أذكر نقطة ثانية هذه الدول الإسلامية، والحكام العرب المسلمون أن يربوا مثل هذا الجيل المخترع المبتكر الذي يقدروا أن يستفيدوا منه.. يعني في صنع السلاح في صنع عدة أشياء لتقوية البلاد، وأذكر كمان نقطة أنه على المسلمين أن لا يفكروا دائما في قضية الموت، والجهاد.. بل أيضا يفكروا في موضوع استثماري قوي يساعد المسلمين حتى لو أي شخص يقدر يستفيد من المشروع خلال عشر سنوات، ويفكر في مشروع مدته خمس سنوات.. لكي يستفيد منه العالم الإسلامي.. يعني ويعني أذكر كما مثل ما ذكر فضيلة الدكتور التربية الجهادية علينا أن نربي أنفسنا على ذلك، ويسأل سائل لماذا أربي نفسي على الجهاد، وعلى الصبر، وعلى المشقة، وقد يكون هو من الذين أنعم الله عليهم لا نعرف في هذا الزمن متى ينادي المنادي للجهاد فيكون هو بذلك مستعدا للجهاد، وجزاكم الله ألف خير.
المقدم: أحسن الله إليك.. تفضل عبد العليم.
عبد العليم: بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين نذكر نقطتين فقط..
الأولى: الصبر.
والنقطة الثانية: البطولة كان النبي صلى الله عليه وسلم كيف يربي الصحابي على الصبر التمر واحد من الثلاثة هذا هو الصبر، ونحن يعني نرى في القرآن كما هو الصحابي رضوان الله عليهم أجمعين { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} هم الذين كما يرون في آيات الله تعالى.. والنقطة الثانية البطولة
نحن سمعنا الدكتور على عميري البطولة كيف؟ البطولة من حول أربعة ألاف اثنين يكفيهم هذه هي البطولة، وما بالنا في حالنا هذا الزمان نحن يعني نخاف ضد الكافرين, ضد المسلمين، والمشركون والله سبحانه وتعالى يقول: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ونحن نسينا هذه الآية وجزاكم الله خيرا.
المقدم: رأينا كيف منهج النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه السرية.. الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا التربية الإيمانية قوم مستضعفون فيهم ألم، وفيهم مشقة، وفيهم يعني أتعاب كثيرة جدا، ومع ذلك يحافظون على الصلاة، ويجلسون بعد صلاة الفجر يذكرون الله تبارك وتعالى إلى الإشراق.. قوم يستجيبون لأمر الله، ورسوله.. بمجرد أن نادهم ذاهبون لملاقاة هذه القافلة على طول مباشرة استجابة محمد بن مسلمة، وغيره من الصحابة عبد الله بن جحش خذوا هذه الورقة، واقرؤوها بعد ليلتين لا يعرفون ما الموجود لا يعرفون إلى أين المسير؟ كل هذا استجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وسلم.. التربية البطولية يتحملون الصبر يتحملون المشاق.. التربية الأسرية كيف ربى سعد بن عباده ولده على الإنفاق في سبيل الله على الجود، وأثنى النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر جواد بن جواد رضي الله تعالى عنهما، وأرضهما التربية العلاقات الاجتماعية كيف أن قيس بن سعد استفاد من العلاقات، وله صحبه مع رجل جهني، وأدرك أن لوالده علاقة تجارية معه.. فاستطاع أن يتكلم معه قال له الرجل الجهني من أنت؟ قال له: أنا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم.. يعني أن من قرية تعرفها فحين إذا أثرت هذه الكلمات في الرجل الجهني، وأعطاه مباشرة فقه العلاقات لها كبير جدا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته.. ترى عندنا أعداء، وعندنا أناس مسالمين نفس جهينة هذه أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يؤدب بعضهم أبي عبيدة عامر بن الجراح، وأيضا يسالم بعضهم الذين استفاد منهم قيس رضي الله عنه، وأرضاه، ورأينا كيف التربية.. النفوس كيف أن أبى عبيدة قاد جيشا فيه عمر بن الخطاب، وقاد جيشا فيه جابر بن عبد الله، وثلاثمائة صحابي هو ربما أدنى منهم منزلة، وعمر بن الخطاب أعلى منه، ولكن دائما في خدمة الدين، وفي خدمة الإسلام لا يوجد كبير، ولا يوجد صغير كلنا خدم لدين الله.. كلنا فداء لدين الله، وكلنا يبذل جده، ووقته.
وختاما هؤلاء الناس قل طعامهم.. لكن القضية ليست بقلة الطعام، ليست قضية البطولة، والنصرة، والإسلام بالمباهج، وبالفتن.. إنما القضية بما عند الإنسان من إيمان تمرة واحدة كفتهم أن يعشوا يومهم كله؛ لأن القلوب إذا توصلت بالله سبحانه وتعالى كان هذا هو غذائها الحقيقي.. هذه هي اللغة التي فهمها الصحابة، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطينا منهج عمليا في تربيته عليه الصلاة والسلام.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه، ويرضاه، وأن يجعلنا من المستفيدين من هذه المدرسة النبوية.. متأسين بسنته، وصحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم، وأرضاهم، وإلى حلقة أخرى إن شاء الله..استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع كامل تحياتي
master13
master13- عدد المساهمات : 96
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 31
رد: {☼☼الرسول مربيا☼☼}
شكرا...
شو بشوف صاير شيخ!!!
شو بشوف صاير شيخ!!!
King Italy- عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 14/09/2009
العمر : 30
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى